آية اتّباع سبيل المؤمنين
قوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم)(1).
قال السيّد:
«والمؤمنين الّذين قال: (ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم)».
فقال في الهامش:
«أخرج ابن مردويه في تفسير الآية: إنّ المراد بمشاققة الرسول هنا إنّما هي المشاقّة في شأن عليّ، وأنّ الهدى في قوله: (من بعد ما تبيّن له الهدى) إنّما هو شأنه عليهم السلام.
وأخرج العيّاشي في تفسيره نحوه.
والصحاح متواترة من طريق العترة الطاهرة في أنّ سبيل المؤمنين إنّما هو سبيلهم عليهم السلام»(2).
فقيل:
«يكفي للدلالة على فساد هذا المعنى أن يكون العيّاشي قد أخرج في تفسيره نحوه».
أقول:
ومثل الآية المذكورة قوله تعالى: (إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه وشاقّوا الرسول من بعد ما تبيّن لهم الهدى لن يضرّوا اللّه شيئاً وسيحبط أعمالهم)(3).
هذا، ويكفينا أنّ المدّعي لم ينكر رواية ابن مردويه،… فلا نطيل….
وأمّا «العيّاشي» فهو: محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي، المتوفّى سنة 320، له تفسير معروف باسمه، وهو مطبوع، فيه كثير من حقائق معاني الآيات عن أئمّة أهل البيت عليهم أفضل التحيّات.
وأمّا دلالة الآية فواضحة لا تحتاج إلى بيان.
* * *
(1) سورة النساء 4 : 115.
(2) المراجعات: 28.
(3) سورة محمّد 47 : 32.