النظر في كلام ابن الجوزي في الموضوعات:
ثمّ قال ابن حجر:
«ورواه ابن الجوزي في الموضوعات… ثمّ قال: وهذا لا نشكّ في وضعه».
أقول:
قال ابن الجوزي في الموضوعات: «أنبأنا محمّد بن ناصر، قال: أنبأنا أبو عبداللّه محمّد بن أبي نصر الحميدي، قال: أنبأنا أبو عليّ الحسن ابن عبدالرحمن البيّع، قال: أنبأنا أبو القاسم عبيداللّه بن محمّد السقطي، قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الدقّاق، أنبأنا عبداللّه بن ثابت، حدّثنا أبي عن الهذيل بن حبيب، عن أبي عبداللّه السمرقندي، عن محمّد بن كثير الكوفي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: مرض الحسن والحسين…».
ثمّ قال ابن الجوزي:
«وهذا حديث لا يشكّ في وضعه، ولو لم يدلّ على ذلك إلاّ الأشعار الركيكة والأفعال التي يتنزّه عنها أُولئك السادة.
قال يحيى بن معين: أصبغ بن نباتة لا يساوي شيئاً، وقال أحمد بن حنبل: حَرَقْنا حديث محمّد بن كثير، وأمّا أبو عبداللّه السمرقندي فلا يوثق به»(1).
أقول:
ورواه الحافظ أبو عبداللّه الكنجي بإسناده من طريق الحافظ الحميدي كذلك، فقال: «أخبرنا أبو طالب عبداللطيف بن محمّد القبيطي البغدادي بها، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبدالباقي بن سليمان، أخبرنا الحافظ محمّد بن أبي نصر الحميدي، أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عبدالرحمن المعروف بالشافعي بمكّة، أخبرنا…».
ثمّ قال الحافظ الكنجي: «هكذا رواه الحافظ أبو عبداللّه الحميدي في فوائده، وما رويناه إلاّ من هذا الوجه، ورواه الحاكم أبو عبداللّه في مناقب فاطمة عليها السلام، ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا، فى سبب نزول (هل أتى)ولم يحضرني في وقت الإملاء نسخته»(2).
فرواة الحديث بهذا السند حفّاظ ومحدّثون كبار، وأمّا أبو عبداللّه الحميدي فمن أشهرهم:
(1) الموضوعات 1 : 390 ـ 392.
(2) كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب: 345 ـ 348.