1 ـ الإخفاء و التعتيم على أصل الخبر :
فمن القوم من لا يذكر الخبر من أصله !! مع ما فيه من الأدلّة على النبوّة وظهور الدين الإسلامي على سائر الأديان… أذكر منهم ابن هشام(1) وتبعه ابن سيّد الناس(2) ، والذهبي وهذه عبارة الثاني في ذكر الوفود ، وهي ملخّص عبارة الأوّل :
« ثمّ بعث رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة عشر ، إلى بني الحارث بن كعب بنجران ، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ، ثلاثاً ، فإن استجابوا فاقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم.
فخرج خالد حتّى قدم عليهم ، فبعث الركبان يضربون في كلّ وجه ويدعون إلى الإسلام ،ويقولون : أيّها الناس أسلموا تسلموا ، فأسلم الناس ودخلوا في ما دعوا إليه ، فأقام فيهم خالد يعلّمهم الإسلام ، وكتب إلى رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم بذلك.
فكتب له رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم أن يُقْبِلَ ويُقْبِل معه وفدهم ، فأقبل وأقبل معه وفدهم ، منهم قيس بن الحصين ذي الغصة… وأمّر عليهم قيس ابن الحصين.
فرجعوا إلى قومهم في بقية من شوال أو في ذي القعدة ، فلم يمكثوا إلاّ أربعة أشهرحتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم »(3).
(1) السيرة النبوية لابن هشام 4 : 239 .
(2) عيون الأثر في المغازي والسير 2 : 327 .
(3) تاريخ الإسلام ـ المغازي ـ : 695 .