* وقال ابن روزبهان :
« كان عادة أرباب المباهلة أن يجمعوا أهل بيتهم وقراباتهم لتشمل البهلة سائر أصحابهم ، فجمع رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم أولاده ونساءه ، والمراد بالأنفس هاهنا : الرجال ، كأنّه أمر بأن يجمع نساءه وأولاده ورجال أهل بيته ، فكان النساء فاطمة والأولاد الحسن والحسين والرجال رسول الله صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم وعلي.
وأمّا دعوى المساواة التي ذكرها فهي باطلة قطعاً ، وبطلانها من ضرورات الدين ، لأنّ غير النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم من الأمّة لا يساوي النبيّ أصلاً ، ومن ادعى هذا فهو خارج عن الدّين ، وكيف يمكن المساواة والنبيّ نبيّ مرسل خاتم الأنبياء أفضل أولي العزم ، وهذه الصفات كلّها مفقودة في عليّ. نعم ، لأمير المؤمنين عليّ في هذه الآية فضيلة عظيمة وهي مسلّمة ، ولكن لا تصير دالّةً على النصّ بإمامته »(1) .
أقول :
وفي كلامه مطالب ثلاثة :
الأوّل : إنّ ما صنعه النبيّ صلّى الله عليه ]وآله[ وسلّم إنّما كان جرياً على عادة أرباب المباهلة…
وهذا كلام النواصب في الجواب عن هذه الآية ، كما نصّ عليه صاحب «التحفة الاثنا عشرية » ويرد عليه ما تقدّم من أنّه لو كان كذلك فلماذا لم يخرج العبّاس وبنيه وأمثالهم من الأقرباء ؟ لكنّ فعل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دليل على أنّ للمقام خصوصيّةً ولمن دعاهم مراتب عند الله تعالى ، وليس جرياً على عادة العرب في مباهلة البعض مع البعض.
والثاني : إنّ غير النبيّ من الأمّة لا يساوي النبيّ أصلاً.
وقد تقدّم الجواب عنه عند الكلام مع ابن تيميّة.
والثالث : إنّ لأمير المؤمنين في هذه الآية فضيلة عظيمة ، وهي مسلّمة.
قلت : هي للأربعة كلّهم لكنّ عليّاً أفضلهم ، فهو الإمام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
قوله : لكن لا تصير دالّة على النصّ بإمامته.
قلت : إنّ الآية تدلّ على المساواة بينه وبين النبيّ في الكمالات الذاتية ، ولا أقلّ من كونها دالّةً على فضيلة عظيمة ـ باعترافه ـ غير حاصلة لخصومه ، فهو الأفضل ، فهو الإمام دون غيره بعد رسول الله.
(1) إبطال الباطل ـ مخطوط ـ راجع : إحقاق الحق 3 : 62 .