(9)
برهان الدين العبري الفرغاني
وقد نصّ العلاّمة عبيداللّه بن محمّد العبري الفرغاني الحنفي ـ المتوفّى سنة 743 ـ على أنّه حديث موضوع لا يجوز الاستدلال به والاستناد إليه، وهذا نصّ كلامه:
«وقيل: إجماع الشيخين حجّة لقوله صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. فالرسول أمرنا بالاقتداء بهما، والأمر للوجوب، وحينئذ يكون مخالفتهما حراماً. ولا نعني بحجّيّة إجماعهما سوى ذلك.
الجواب: إنّ الحديث موضوع لما بيّنّا في شرح الطوالع»(1).
ترجمته:
والعبري من كبار أئمّة القوم في علم الكلام والمعقول، وشرحه على «المنهاج» وعلى «الطوالع» للقاضي البيضاوي من أشهر كتبهم في الكلام والاُصول . . . وقد ترجموا له وأثنوا عليه واعترفوا بفضله.
قال الحافظ ابن حجر: «كان عارفاً بالأصلين، وشرح مصنّفات القاضي ناصرالدين البيضاوي . . . وذكره الذهبي في المشتبه ـ في العبري ـ فقال: عالم كبير في وقتنا وتصانيفه سائرة. مات في شهر رجب سنة 743. قلت: رأيت بخطّ بعض فضلاء العجم أنّه مات في غرّة ذي الحجّة منها وهو أثبت، ووصفه فقال: هو الشريف المرتضى قاضي القضاة، كان مطاعاً عند السلاطين، مشهوراً في الآفاق، مشاراً إليه في جميع الفنون، ملاذاً للضعفاء، كثير التواضع والإنصاف . . .»(2).
وقال الأسنوي: «كان أحد الأعلام في علم الكلام والمعقولات، ذا حظ وافر من باقي العلوم، وله التصانيف المشهورة . . .»(3).
وقال اليافعي: «الإمام العلاّمة، قاضي القضاة، عبيداللّه بن محمّد العبيدلي الفرغاني الحنفي، البارع العلاّمة المناظر، يضرب بذكائه ومناظراته المثل، كان إماماً بارعاً، متفنّناً، خَرَجَ به الأصحاب، يعرف المذهبين الحنفي والشافعي. أقرأهما وصنّف فيهما. وأمّا الاُصول والمعقول فتفرّد فيها بالإمامة، وله تصانيف . . . وكان أُستاذ الأُستاذين في وقته»(4).
(1) شرح المنهاج، مبحث الإجماع ـ مخطوط عن كتاب عبقات الأنوار.
(2) الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 2 / 433 ـ 434.
(3) طبقات الشافعية 2 / 236.
(4) مرآة الجنان 4 / 306.