5 ـ اجتماعه بالأُمراء وسكوته عن منكراتهم:
وكان مالك في غاية الفقر والشدّة، حتى ذكروا أنّه باع خشبة سقف بيته(1).
ولكنّ حاله تبدّلت وتحسّنت، منذ أنْ أصبح بخدمة السلطات والحكّام، فكانت الدنانير تدرّ عليه بكثرة، حتى أنّه أخذ من هارون ألف دينار وتركها لورّاثه(2).
ومن الطبيعي حينئذ أنْ يكون مطيعاً للسلاطين، مشيّداً لسياستهم، ساكتاً عن منكراتهم ومظالمهم . . ..
قال عبداللّه بن أحمد:
«سمعت أبي يقول: كان ابن أبي ذئب ومالك يحضران عند الأُمراء، فيتكلّم ابن أبي ذئب يأمرهم وينهاهم ومالك ساكت. قال أبي: ابن أبي ذئب خير من مالك وأفضل»(3).
أقول: فهو في هذه الحالة مثل شيخه الزهري، فيتوجّه إليه ما ذكره الإمام السجّاد عليه السلام في كتابه إلى الزهري(4).
(1) ترتيب المدارك، ترجمته 1 / 119، الديباج المذهّب: 63.
(2) العقد الفريد 1 / 294.
(3) العلل ومعرفة الرجال 1 / 511.
(4) لاحظ ترجمة الزهري في بحوثنا.