3 ـ أبو بكر البزّار (292)
ولقد قدح الحافظ أبو بكر البزار في حديث النجوم وبيّن وجوه ضعفه، فقد قال الحافظ ابن عبدالبر ما لفظه:
حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن سعيد قرانةً منّي عليه أنّ محمّد بن أحمد بن يحيى حدّثهم قال: نا أبو الحسن محمّد بن أيوب الرقي قال: قال لنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق: سألتم عمّا يروى عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم ممّا في أيدي العامة يروونه عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم أنه قال: «إنّما مثل أصحابي كمثل النجوم ـ أو أصحابي كالنجوم ـ فأيّها اقتدوا اهتدوا».
وهذا الكلام لا يصحّ عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، رواه عبدالرحيم بن زيد العمّي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم، وربّما رواه عبدالرحيم عن أبيه عن ابن عمر وأسقط سعيد بن المسيب بينهما.
وإنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبدالرحيم بن زيد، لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه.
والكلام أيضاً منكر عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، وقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم بإسناد صحيح: عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين بعدي عضّوا عليها بالنواجذ. وهذا الكلام يعارض حديث عبدالرحيم لو ثبت فكيف ولم يثبت.
والنبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم لا يبيح الاختلاف من بعده من أصحابه. واللّه أعلم. هذا آخر كلام البزار»(1).
وفي هذا الكلام وجوه عديدة في قدح حيث النجوم، وأمّا حديث «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرّاشدين المهديين» فللبحث فيه مجال آخر(2).
(1) جامع بيان العلم 2 / 923 ـ 924. وانظر إعلام الموقعين 2 / 232، والبحر المحيط 5 / 528 وغيرها.
(2) وهو موضوع الرسالة الثالثة من هذه الرسائل.