2 ـ رأيه الباطل في مسألة التفضيل:
وكان مالك يرى مساواة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لسائر الناس، فكان يقول بأنّ أفضل الأُمّة هم أبو بكر وعمر وعثمان ثم يقف ويقول: هنا يتساوى الناس!(1).
وكان في هذا الرأي تبعاً لابن عمر في رأيه حيث قال: كنّا نقول على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت. يعني فلا نفاضل.
هذا الرأي الذي ذكره ابن عبدالبرّ وأنكره جدّاً، قال: «وهو الذي أنكر ابن معين وتكلّم فيه بكلام غليظ، لأنّ القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السُنّة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر: أنّ عليّاً أفضل الناس بعد عثمان، وهذا ممّا لم يختلفوا فيه، وإنّما اختلفوا في تفضيل عليّ وعثمان، واختلف السلف أيضاً في تفضيل عليّ وأبي بكر. وفي إجماع الجميع الذي وصفنا دليل على أنّ حديث ابن عمر وهمٌ وغلطٌ، وأنّه لا يصحّ معناه وإنْ كان إسناده صحيحاً . . .»(2).
(1) ترتيب المدارك، ترجمة مالك 1 / 175.
(2) الاستيعاب 3 / 214.