(12)
ابن حجر العسقلاني
واقتفى الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ المتوفّى سنة 852 ـ أثر الحافظ الذهبي، فأبطل الحديث في غير موضع. فقال بترجمة أحمد بن صليح:
«أحمد بن صليح، عن ذي النون المصري، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما بحديث: اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر. وهذا غلط، وأحمد لا يعتمد عليه»(1).
وقال بترجمة غلام خليل بعد كلام الذهبي: «وقال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يقول: أحمد بن محمّد بن غالب ممّن لا أشكّ في كذبه.
وقال أبو أحمد الحاكم: أحاديثه لا تحصى كثرةً، وهو بيّن الأمر في الضّعف.
وقال أبو داود: قد عرض عليَّ من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلّها.
وقال الحاكم: روى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن كامل، مع زهده وورعه. ونعوذ باللّه من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام»(2).
وأضاف إلى كلام الذهبي بترجمة محمّد العمري: «وقال العقيلي بعد تخريجه: هذا حديث منكر لا أصل له. وأخرجه الدارقطني من رواية أحمد الخليلي البصري بسنده وساق بسند كذلك ثم قال: لا يثبت، والعمري هذا ضعيف»(3).
ترجمته:
وابن حجر العسقلاني حافظهم على الإطلاق، وشيخ الإسلام عندهم في جميع الآفاق، إليه المرجع في التاريخ والحديث والرجال، وعلى كتبه المعوَّل في جميع العلوم . . . قال الحافظ السيوطي:
«ابن حجر إمام الحفاظ في زمانه، قاضي القضاة، . . . وانتهت إليه الرحلة والرياسة في الحديث في الدنيا بأسرها، فلم يكن في عصره حافظ سواه، وألّف كتباً كثيرة كشرح البخاري، وتعليق التعليق، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، ولسان الميزان، والإصابة في الصحابة، ونكت ابن الصلاح، ورجال الأربعة والنخبة وشرحها، والألقاب . . .»(4).
وهكذا وُصف في كلّ كتاب توجد فيه ترجمة له . . . فراجع: البدر الطالع 1 / 87، الضوء اللامع 2 / 36، شذرات الذهب 8 / 270، ذيل رفع الإصر: 89، ذيل تذكرة الحفّاظ: 380.
(1) لسان الميزان 1 / 294.
(2) لسان الميزان 1 / 379.
(3) لسان الميزان 5 / 240.
(4) حسن المحاضرة 1 / 310.