بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين، ولعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين.
وبعد . . .
فهذه رسالة وجيزه تناولتُ فيها خبر: أنّ النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أمر في أيّام مرض موته أبا بكر بالصلاة بالمسلمين، وأنّه خرج إلى المسجد وصلّى خلفه معهم . . . بالبحث والتحقيق، وإنّه بذلك لحقيق:
لتعلّقه بأحوال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسيرته المباركة . . .
ولتمسّك القائلين بخلافة أبي بكر من بعده به . . .
وللأحكام الشرعية والمسائل الاعتقادية المستفادة منه . . .
ولأُمور غير ذلك . . .
لقد بحثتُ عن الخبر من أهمّ نواحيه، وسبرتُ ما قيل فيه، وتوصّلتُ على ضوء ذلك إلى واقع الحال . . . وحقّ المقال . . .
فإلى أهل التحقيق والفضل . . . هذا البحث غير المسبوق ولا المطروق من قبل، أرجو أن ينظروا فيه بعين الإنصاف . . . بعيداً عن التعصّب والاعتساف . . . وما توفيقي إلاّ باللّه.
(1)
أسانيد الحديث ونصوصه
لقد اتّفق المحدِّثون كلّهم على إخراج هذا الحديث، فلم يخلُ منه (صحيح) ولا (مسند) ولا (معجم) . . . لكنّا اقتصرنا هنا على ما أخرجه أرباب (الصّحاح الستّة) وما أخرجه أحمد بن حنبل في (المسند) . . . لكون ما جاء في هذه الكتب هو الأتمّ لفظاً والأقوى سنداً، فإذا عُرف حاله عُرف حال غيره، ولم تكن حاجة إلى التطويل بذكره . . .