و الإشارة إلى حديث الثقلين:
وحديث الثقلين . . . كذلك . . .(1).
إنّه وصيّةٌ وعهدٌ منه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، قاله غير مرّة، بعد أنْ نعى نفسه الكريمة، فهو تعيين للوظيفة وبيان للتكليف من بعده . . . فأمر باتّباع «عترت أهل بيته» مع «كتاب اللّه سبحانه» وقال: «لن تضلّوا ما إن اتّبعتموهما» . . ..
ومن ذلك ما ورد في حديث مرض وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وقد جاء فيه التصريح بلفظ الوصيّة، وهو أنّه:
«أخذ بيد عليّ والفضل بن عبّاس فخرج يعتمد عليهما حتّى جلس على المنبر وعليه عصابة، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
أمّا بعد، أيّها الناس، فماذا تستنكرون من موت نبيّكم؟! ألم ينع إليكم نفسه وينع إليكم أنفسكم؟! أم هل خلد أحد ممّن بعث قبلي فيمن بعثوا إ ليه فأخلد فيكم؟!
ألا إنّي لاحق بربّي، وقد تركت فيكم ما إنْ تمسّكتم به لم تضلّوا، كتاب اللّه بين أظهركم تقرأونه صباحاً ومساءً، فيه ما تأتون وما تدعون، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم اللّه، ألا ثمّ أُوصيكم بعترتي أهل بيتي»(2).
والجدير بالذكر تعبيره عنهما ـ في بعض الألفاظ ـ بـ«خليفتين»(3).
وهذا الحديث دليل واضح على عصمة الّذين أمر باتّباعهم من «عترته أهل بيته» لوجوه عديدة، منها ما ذكروه حول آية «إطاعة أُولي الأمر» كما عرفت.
(1) حديث الثقلين من الأحاديث المتواترة القطعية الصدور، المتّفق عليها بين المسلمين، أخرجه من أهل السُنّة مسلم في صحيحه، وكذا أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم كافّة . . . عن أكثر من ثلاثين صحابيّ وصحابيّة . . . عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بألفاظ مختلفة في مواقف متعدّدة . . . راجع: الأجزاء 1 ـ 3 من كتابنا: نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار.
(2) جواهر العقدين: 234.
(3) مسند أحمد 6 / 232 حديث زيد بن ثابت الرقم 21068، الجامع الصغير 1 / 157 حرف الهمزة الرقم 2631، الدر المنثور 2 / 107.