و أمّا الحديث عن أنس:
فهو الذي أخرجه الترمذي، وفيه:
«قتادة» وكان مدلِّساً، يرمى بالقدر، رأساً في بدعة يدعو إليها، حاطب ليل، حدّث عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم . . . إلى غير ذلك ممّا قيل فيه(1).
و«أنس بن مالك» نفسه لا يجوز الاعتماد عليه، لا سيّما في مثل هذا الحديث، فقد ثبت كذبه في حديث الطائر المشويّ(2) وكتمه للشهادة بالحقّ حتى دعا عليه عليٌّ عليه السلام، وهو مع الحقّ(3).
(1) لاحظ ترجمته في تهذيب التهذيب 8 / 307 ـ 309.
(2) حديث الطائر المشويّ من أشهر الأحاديث الدالّة على أفضليّة أمير المؤمنين عليه السلام وخلافته، أخرجه عشرات الأئمّة والعلماء الأعلام في كتبهم، منهم: الترمذي والحاكم والطبراني وأبو نعيم والخطيب وابن عساكر وابن الأثير . . . راجع منها المستدرك 3 / 141 ـ 143 كتاب معرفة الصحابة باب (مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب) الأرقام 4650 و 4651.
(3) كان ذلك في قضيّة مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام الناس في رحبة الكوفة بأنّ من شهد منهم غدير خُمّ فليقم ويشهد، فشهد جماعة من الحاضرين وامتنع أنس في نفر منهم . . . فدعا عليهم الإمام عليه السلام . . . روى ذلك: ابن قتيبة والبلاذري وابن عساكر وآخرون . . . راجع كتاب الغدير 1 / 387.