ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر:
وقد وجدنا ابن الجوزي وغيره يعترفون بوضع أحاديث في فضل أبي بكر، كحديث «ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر» هذا الحديث الموضوع الذي ربّما استدلّ به بعضهم في فضل أبي بكر واحتجّ به غيره في مقابلة حديث «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» المتواتر بين الفريقين . . ..
يقول ابن الجوزي: «وما أزال أسمع العوامّ يقولون عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم أنّه قال:
«ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر»!
و«إذا اشتقت إلى الجنّة قبّلت شيبة أبي بكر»!
و«كنت أنا وأبو بكر كفرسي رهان، سبقته فاتّبعني ولو سبقني لاتّبعته»!
في أشياء ما رأينا لها أثراً، في الصحيح ولا في الموضوع،
ولا فائدة في الإطالة بمثل هذه الأشياء»(1).
ويقول: المجد الفيروزآبادي:
«وباب فضائل أبي بكر الصديق أشهر المشهورات من الموضوعات:
إنّ اللّه يتجلّى للناس عامّة ولأبي بكر خاصّة!
وحديث: ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ وصبّه في صدر أبي بكر!
وحديث: كان صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم إذا اشتاق إلى الجنّة قبّل . . .!
وحديث: أنا وأبو بكر كفرسي رهان!
وحديث: إنّ اللّه لَمّا اختار الأرواح اختار روح أبي بكر!
وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل»(2).
ويقول الفتني ـ نقلاً عن كتاب الخلاصة في أُصول الحديث للطيّبي ـ ما نصّه:
«في الخلاصة: ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر. موضوع»(3).
ويقول القاري ـ نقلاً عن ابن القيّم ـ : «وممّا وضعه جهلة المنتسبين إلى السُنّة في فضل الصدّيق:
حديث: إنّ اللّه يتجلّى للناس عامّة يوم القيامة ولأبي بكر خاصّة!
وحديث: ما صبّ اللّه في صدري شيئاً إلاّ صببته في صدر أبي بكر!
وحديث: كان إذا اشتاق إلى الجنّة قبّل شيبة أبي بكر!
وحديث: أنا وأبو بكر كفرسَي رهان!
وحديث: إنّ اللّه لَمّا اختار الأرواح اختار روح أبي بكر!
وحديث عمر: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم وأبو بكر يتحدّثان وكنت كالزنجي بينهما!
وحديث: لو حدّثتكم بفضائل عُمَر عُمْرَ نوح في قومه ما فنيت، وإنّ عمر حسنة من حسنات أبي بكر!
وحديث: ما سبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة، وإنّما سبقكم بشيء وقر في صدره! وهذا من كلام أبي بكر بن عيّاش»(4).
ويقول الشوكاني:
«حديث: ما صبّ اللّه في صدري إلاّ وصببته في صدر أبي بكر. ذكره صاحب الخلاصة وقال: موضوع»(5).
(1) الموضوعات 1 / 237.
(2) سفر السعادة ـ خاتمة الكتاب: 149.
(3) تذكرة الموضوعات: 93.
(4) الموضوعات الكبرى: 454.
(5) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: 360.