بسم اللّه الرحمن الرحيم
كلمة المركز
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
هذه هي الطبعة الرّابعة لهذا الكتاب الجليل والفريد في بابه.
لقد لاقى هذا الكتاب منذ انتشاره الإقبال الكبير من الباحثين، ووقع موقع القبول لدى المحقّقين في الداخل والخارج، حتّى أصبح من المصادر العلميّة المعتمدة واحتلّ المكانة المرقومة في المكتبة الإسلامية.
وذلك، لأنّه قد تناول عدّةً من الأحاديث المعروفة بين المحدّثين، بالبحث والتحقيق في أسانيدها ومتونها ودلالاتها، وكشف النقاب عن حقيقة أحوالها، على ضوء القواعد المقرّرة في علم الحديث والرجال، وتصريحات أئمّة الجرح والتعديل ومشاهير حفّاظ الحديث وأعلام الفقه والاصول.
ومن الواضح أنه إذا ثبت وضع تلك الأحاديث واتّضح بطلانها، فإنه سينهدم كلّ ما بني عليها من اصول اعتقاديّة أو استنبط منها من فروع فقهيّة، الأمر الذي اغتاظ منه بعض الناس، الذين نشأوا على عقائد وأفكار لقّنوا بها فكانوا مقلّدين لأسلافهم من غير دراية وتعقّل، قال اللّه تعالى: (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْم وَلا هُدًى وَلا كِتاب مُنير)(1) لكنه قال لرسوله الأمين صلّى اللّه عليه وآله: (إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ)(2) وقال: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفيظًا)(3) بل أمر بالإعراض عنهم بقوله: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلينَ)(4).
لكنّ أهل العلم والفضل يعلمون بأنَّ الإستناد ـ في الكلام على الأسانيد ـ إلى التجريحات والتوثيقات، إنما هو من باب الإلزام، وأنّ نقل التوثيق لا يعني عدم وجود الجرح، وكذا العكس، بل قد يستند في مقام الإحتجاج إلى رمي الرجل بالإختلاط، مع أنّ المظنون في بعض الموارد أنّ السبب في رميه بذلك هو كشفه عن بعض الحقائق وإعلانه بها في أواخر عمره.
فإليهم نقدّم هذا الكتاب في طبعة منقَّحة محقّقة، آملين أنْ نكون قد قدّمنا خدمةً للعلم وأهله، وسائلين اللّه عزّ وجل القبول والتوفيق.
مركز الحقائق الاسلامية
(1) سورة الحج: الآية 8 .
(2) سورة الشورى: الآية 48.
(3) سورة الشورى: الآية 48.
(4) سورة الأعراف: الآية 199.