سند الخبر في التمهيد:
وأمّا الخبر في «التمهيد» لابن عبدالبرّ، ففي سنده غير واحد من المجروحين، ولكنْ يكفي النظر في ترجمة «كثير بن عبداللّه» ـ الذي وصل ابن عبدالبرّ الخبر من حديثه ـ كما ذكر ابن حجر العسقلاني:
قال أبو طالب عن أحمد: منكَر الحديث، ليس بشيء.
وقال عبداللّه بن أحمد: ضرب أبي على حديث كثير بن عبداللّه في المسند ولم يحدّثنا عنه.
وقال أبو خيثمة: قال لي أحمد: لا تحدّث عنه شيئاً.
وقال الدوري عن ابن معين: لجدّه صحبة، وهو ضعيف الحديث.
وقال مرّةً: ليس بشيء.
وقال الدارمي عن ابن معين أيضا: ليس بشيء.
وقال الآجري: سُئل أبو داود عنه فقال: كان أحد الكذّابين . . ..
وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبا زرعة عنه فقال: واهي الحديث ليس بقويّ . . ..
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث.
وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة.
وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يُتابَع عليه.
وقال أبو نعيم: ضعّفه عليُّ بن المديني.
وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، يُستضعَف.
وقال ابن حجر: ضعّفه الساجي.
وقال ابن عبدالبرّ: ضعيف، بل ذكر أنّه مُجْمَعٌ على ضعفه.
فهذه كلمات في جرح الرجل.
* بل يكفي منها قول ابن عبدالبرّ: مُجمَعٌ على ضعفه.
* مضافاً إلى أنّه يرويه عن أبيه عن جدّه، وقد قال ابن حبّان: روى عن أبيه عن جدّه نسخةً موضوعةً لا يحلّ ذكره في الكتب ولا الرواية عنه إلاّ على جهة التعجّب.
وقال ابن السكن: يروي عن أبيه عن جدّه أحاديث فيها نظر.
وقال الحاكم: حدّث عن أبيه عن جدّه نسخةً فيها مناكير(1).
(1) تهذيب التهذيب 8 / 367.