رواية ابن ماجة:
وأخرج ابن ماجة قائلاً:
«(1) حدّثنا عبداللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، قال: حدّثنا عبداللّه بن العلاء ـ يعني ابن زبر ـ ، قال حدّثني يحيى بن أبي المطاع، قال: سمعت العرباض بن سارية يقول:
قام فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم ذات يوم، فوعظنا موعظةً بليغةً وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقيل: يا رسول اللّه، وعظتنا موعظة مودّع فاعهد إلينا بعهد.
فقال: عليكم بتقوى اللّه، والسمع والطاعة وإنْ عبداً حبشيّاً، وسترون من بعدي اختلافاً شديداً، فعليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإيّاكم والاُمور المحدثات، فإنّ كلّ بدعة ضلالة.
(2) حدّثنا إسماعيل بن بشر بن منصور وإسحاق بن إبراهيم السوّاق، قالا: حدّثنا عبدالرحمن بن مهديّ، عن معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبدالرحمن بن عمرو السلمي، أنّه سمع العرباض بن سارية يقول:
وعظنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم موعظةً ذرفت منه العيون، ووجلت منها القلوب. فقلنا: يا رسول اللّه، إنّ هذه لموعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟
قال: قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين، عضّوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإنْ عبداً حبشياً، فإنّما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد.
(3) حدّثنا يحيى بن حكيم، قال: حدّثنا عبدالملك بن الصباح المسمعي، قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية، قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم صلاة الصبح، ثمّ أقبل علينا بوجهه، فوعظنا موعظةً بليغةً. فذكر نحوه»(1).
(1) سنن ابن ماجة 1 / 71 ـ 73 باب اتّباع سُنّة الخلفاء الراشدين المهديّين الأرقام 42 ـ 44.