* حديث عبداللّه بن عبّاس:
وأمّا حديث عبداللّه بن عبّاس . . . الذي رواه ابن ماجة وأحمد، الأوّل رواه عن: إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأرقم بن شرحبيل، عن ابن عبّاس، والثاني رواه عن يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الأرقم، عنه . . . فمداره على:
أبي إسحاق، عن الأرقم:
وقد قال البخاري: «لم يذكر أبو إسحاق سماعاً من أرقم بن شرحبيل»(1).
وأبو إسحاق السبيعي: «قال بعض أهل العلم: كان قد اختلط، وإنّما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه»(2).
وكان مدلّساً»(3).
وكان يروى عن عمر بن سعد الملعون قاتل الحسين عليه السلام(4).
وكان يروي عن شمر بن ذي الجوشن الملعون(5).
وفي سند أحمد مضافاً إلى ذلك:
1 ـ سماع «زكريّا» من «أبي إسحاق» بعد اختلاطه كما ستعرف.
2 ـ «زكريّا بن أبي زائدة» قال أبو حاتم: «ليّن الحديث، كان يدلّس» ورماه بالتدليس أيضاً أبو زرعة وأبو داود وابن حجر . . . وعن أحمد: «إذا اختلف زكريّا وإسرائيل فإنّ زكريّا أحبّ إليّ في أبي اسحاق، ثمّ قال: ما أقربهما، وحديثهما عن أبي إسحاق ليّن سمعنا منه بآخره»(6).
أقول: فالعجب من أحمد يقول هذا وهو مع ذلك يروي الحديث عن زكريّا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق عن أبي اسحاق في «المسند» كما عرفت وفي «الفضائل»(7).
نعم، رواه لا عن هذا الطريق لكنّه عن ابن عبّاس عن العبّاس، فقال مرّةً: «ثنا يحيى بن آدم» وأُخرى «ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم» عن قيس بن ربيع، عن عبداللّه بن أبي السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عبّاس، عن العبّاس بن عبدالمطلب: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم قال في مرضه: «مروا أبا بكر يصلّي بالناس، فخرج أبو بكر فكبّر ووجد النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم راحة، فخرج يهادي بين رجلين، فلمّا رآه أبو بكر تأخّر، فأشار إليه النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم مكانك، ثمّ جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم إلى جنب أبي بكر، فاقترأ من المكان الذي بلغ أبو بكر من السورة»(8).
لكنّ مداره على «قيس بن الربيع» الذي أورده البخاري في الضعفاء(9) وكذا النسائي(10) وابن حبّان في المجروحين(11) وضعّفه غير واحد، بل عن أحمد أنّه تركه الناس، بل عن يحيى بن معين تكذيبه(12).
(1) التاريخ الكبير 2 / 46 وذكره البوصيري في الزوائد بهامش سنن ابن ماجة 2 / 397.
(2) ميزان الاعتدال 5 / 326.
(3) تهذيب التهذيب 8 / 55.
(4) الكاشف 2 / 323، ميزان الاعتدال 5 / 239، تهذيب التهذيب 7 / 381.
(5) ميزان الاعتدال 3 / 385، تهذيب التهذيب 8 / 53.
(6) تهذيب التهذيب 3 / 293، الجرح والتعديل 3 / 530.
(7) فضائل الصحابة 1 / 106.
(8) فضائل الصحابة 1 / 108، 109.
(9) الضعفاء الصغير: 195.
(10) الضعفاء والمتروكون: 202.
(11) كتاب المجروحين 2 / 216.
(12) تهذيب التهذيب 8 / 340 ـ 342، ميزان الاعتدال 5 / 477، لسان الميزان 4 / 570.