تحريم عمر المتعتين:
أحدهما: تحريم عمر المتعتين وقولته المشهورة المعروفة في ذلك(1)، حيث اضطرب القوم في كيفيّة توجيه هذا الذي أحدثه عمر في الدين، وعارضه فيه كبار الصحابة والتابعين، فالتجأ بعضهم إلى تبريره بحديث: «عليكم بسُنّتي وسُنّة الخلفاء الراشدين»!!
قال ابن قيّم الجوزيّة في كلام له في ذلك:
«فإنْ قيل: فما تصنعون بما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبداللّه قال: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيّام على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم وأبي بكر حتّى نهى عنها عمر في شأن عمرو بن حريث.
وفيما ثبت عن عمر أنّه قال: متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم أنا أنهى عنهما: متعة النساء ومتعة الحجّ؟!
قيل: الناس في هذا طائفتان: طائفة تقول: إنّ عمر هو الذي حرّمها ونهى عنها، وقد أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم باتّباع ما سنّه الخلفاء الراشدون . . .»(2).
أقول:
لنا في هذا الموضوع رسالة مستقلّة، كانت الحلقة السّابقة من هذه السلسلة فراجعها.
(1) ذكرنا مصادر هذه الكلمة في بحثنا عن المتعتين.
(2) زاد المعاد في هدي خير العباد 2 / 184.