الحديث الرابع عشر
ما رواه جماعة من الحفّاظ:
قال ابن الجوزي: «الحديث الثاني: أنبأنا هبة اللّه بن محمّد بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا الحسن بن صالح، حدّثنا الحسن بن الحسن النرسي، حدّثنا أصبغ بن الفرج، عن البيع بن محمّد، عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس، قال:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: أين أصحاب محمّد؟ فيؤتى بأبي بكر وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعليّ، فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنّة فأدخل من شئت برحمة اللّه وردّ من شئت بعلم اللّه عزّ وجلّ. ويقال لعمر: قف على الميزان فثقِّل من شئت برحمة اللّه وخفِّف من شئت بعلم اللّه. قال: ويكسى عثمان بن عفّان حلّتين فيقال له: إلبسهما فإنّي خلقتهما وادّخرتهما حين أنشأت خلق السماوات والأرض. ويعطى عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه عصى عوسج من الشجرة التي خلقها اللّه تعالى في الجنّة فيقال له: ذُدِ الناس عن الحوض.
وقد رواه أصبغ، عن سليمان بن عبدالأعلى، عن ابن جريج.
ورواه أصبغ، عن السري بن محمّد، عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج.
وهذا يدلّ على تخليط من أصبغ أو ممّن روى عنه.
وفي إسناده جماعة مجهولون.
وقد رواه أحمد بن الحسن الكوفي عن وكيع; قال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبّان: يضع الحديث على الثقات.
ورواه ابراهيم بن عبداللّه المصيصي، عن حجّاج بن محمّد، عن ابن جريج.
قال ابن حبّان: إبراهيم يسرق الحديث ويسوّيه، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فيستحقّ أن يكون من المتروكين»(1).
وأورد الذهبي إبراهيم بن عبداللّه في (ميزانه) ثم ذكر بترجمته حديثين هذا أحدهما، ثم قال: «قلت هذا رجل كذّاب، قال الحاكم: أحاديثه موضوعة.
قال:
وهو الذي يروي عن وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس، مرفوعاً: إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض، وعمر على الركن الثاني، وعثمان على الركن الثالث، وعليّ على الرابع، فمن أبغض واحداً منهم لم يسبقه الآخرون.
وقد روى عن حجّاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عبّاس، مرفوعاً: إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: هاتوا أصحاب محمّد، فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ . . .»(2).
وابن حجر تبع الذهبي في عنوان الرجل وذكر الحديثين والحكم بأنّه كذّاب . . .(3).
* * *
(1) الموضوعات 1 / 302 ـ 303.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 160 ـ 161.
(3) لسان الميزان 1 / 169.