الحديث الثالث
أخرج مسلم في مناقب طلحة والزبير:
«حدّثنا عبيداللّه بن محمّد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي، قالا: حدّثنا إسماعيل بن أبي أُويس، حدّثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم كان على جبل حراء فتحرّك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه ]وآله [وسلّم: أُسكن حراء، فما عليك إلاّ نبيٌّ أو صدّيقٌ أو شهيد. وعليه: النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقّاص»(1).
أقول:
أوردنا هذا الحديث هنا وإنْ لم يكن ذكر الأسامي على الترتيب على لسان النبي صلّى اللّه عليه ]وآله[ وسلّم، لأنّ ذلك موضوع على لسانه في ألفاظ أُخرى لهذا الحديث، ولأنّ المقصود منه ـ مضافاً إلى إثبات الترتيب ـ نسبة وصف أبي بكر بـ«الصدّيق» وجميع من ذُكِرَ بعدَه بـ«الشهادة» إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . لكنّه حديث موضوع . . ..
أمّا من حيث المتن ـ بغضّ النظر عمّا في وصف غير أمير المؤمنين عليه السلام بـ«الشهيد» ـ أنّ سعد بن أبي وقّاص مات حتف أنفه في قصره!! ومن هنا لم يذكر سعد في صحيح مسلم في الحديث الذي قبله . . . فلاحظ! لكنّ بعضهم تصدّى لتصحيح المعنى بأنّ سعداً مات بالطاعون ومن مات به فهو شهيد!!(2).
وأمّا من حيث السند ففيه ـ بغضّ النظر عن غيره ـ : إسماعيل بن أبي أويس:
(1) صحيح مسلم 5 / 33 ـ 34 كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير ذيل الرقم 2417.
(2) لاحظ: الشفاء وشرحه نسيم الرياض 3 / 192.