6 ـ قدح الأكابر فيه و تكذيبه:
ولهذه الأُمور وغيرها كذّب عكرمة كبار الأئمّة الأعلام ـ الّذين طالما اكتفى علماء الجرح والتعديل بطعن واحد منهم ـ منهم: ابن عمر، ومجاهد، وعطاء، وابن سيرين، ومالك بن أنس، والشافعي ـ حيث حكى كلام مالك وقرّره ـ وسعيد بن المسيّب، والقاسم، ويحيى بن سعيد.
وحرّم مالك الرواية عنه، وأعرض عنه مسلم، وقال محمد بن سعد: ليس يحتجّ بحديثه، وقال غيره: غير ثقة(1).
ومع هذا كلّه… فإنّ البخاري يروي عنه!! ولكن لا عجب… إذ «كلٌّ يعمل على شاكلته» بل العجب من ابن حجر، حيث ينبري للدفاع عن «عكرمة البربري» والمقصود هو الدفاع عن «صحيح البخاري»… فكيف يدافع عمّن تجرّأ على اللّه، واستهزأ بشعائره، واستخفّ بأحكامه، وطعن في القرآن، واستحلّ دماء المسلمين…؟ وكيف يدافع عمّن كذّبه الأئمّة الثقات حتى ضربوا بكذبه المثل لاشتهاره بهذه الصفة؟! وكيف يدافع عمّن امتنع الناس من حمل جنازته والصّلاة عليها؟!
(1) المصادر المنقول ترجمة عنها عكرمة هي: تهذيب الكمال، الترجمة 4593، 13 : 163، تهذيب التهذيب 7 : 273 ـ 263، طبقات ابن سعد الترجمة 904، 5 : 219، وفيات الأعيان، الترجمة 421، 3 : 265، ميزان الاعتدال 3 : 93، الترجمة 5716، المغني في الضعفاء الترجمة 4169، 2 : 438، سير أعلام النبلاء 5 : 12، الضعفاء الكبير، الترجمة 1413، 3 : 373.