3 ـ إنّه كان كذّاباً:
كذب على ابن عبّاس، وقد أوثقه علي بن عبداللّه بن العبّاس على باب كنيف الدار فقيل له: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إنّ هذا يكذب على أبي.
وعن سعيد بن المسيّب أنّه قال لمولاه: يا برد، إيّاك أن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عبّاس.
وعن القاسم: إنّ عكرمة كذّاب، يحدّث غدوة ويخالفه عشيّة.
وقال ابن عمر لنافع: إتّق اللّه ـ ويحك يا نافع ـ لا تكذب عليّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
وعن ابن سيرين ويحيى بن معين ومالك بن أنس: كذّاب.
وعن ابن ذويب: رأيت عكرمة مولى ابن عبّاس وكان غير ثقة.
وقال طاوس: لو أنّ عبد ابن عبّاس إتّقى اللّه وأمسك عن بعض حديثه، لشدّت إليه المطايا.
وقد اشتهر تكذيب الناس إيّاه وطعنهم فيه حتى أنه كان يقول: «هؤلاء الذين يكذّبوني من خلفي، أفلا يكذّبوني في وجهي»(1).
(1) حاول ابن حجر العسقلاني ]مقدّمة فتح الباري، الفصل التاسع: 427[ توجيه هذا الكلام، ولكن لا ينفعه ذلك، فحال عكرمة تشبه حال أبي هريرة الذي قال للناس: أتزعمون أنّي أكذب على اللّه ورسوله وأحرق نفسي بالنار…؟!