الباب الثاني
اهل السنّة والتحريف
وفيه فصول:
أحاديث التحريف فى كتب أهل السنّة
الرواة لأحاديث التحريف فى كتب أهل السنّة
الأقوال والآراء فى أهل السنّة حول التحريف وأحاديثه
نقدٌ وتمحيص
مشهوران لا أصل لهما
مقدّمة
وإنّ المعروف من مذهب أهل السنّة هو نفي التحريف عن القرآن الشريف، وبذلك صرّحوا في تفاسيرهم وكتبهم في علوم القرآن والعقائد، ولا حاجة إلى نقل نصوص كلماتهم.
لكنّ الواقع: إن أحاديث نقصان القرآن الكريم في كتبهم كثيرة في العدد، صحيحة في الإسناد، واضحة الدلالة.
أمّا الكثرة في العدد ـ والتي اعترف بها بعضهم أيضاً كالآلوسي ـ فلا نهابها ولا نأبه بها من حيث هي مطلقاً، وإنما المشكلة في صحة هذه الأحاديث ووضوحها في الدلالة، حتى لو كانت قليلة.
وذلك: لأنها مخرّجة في الكتب الستّة المعروفة بـ(الصحاح) عندهم، والتي ذهب أكابرهم إلى أنّ جميع ما اُخرج فيها مقطوع بصدوره عن النبي الأكرم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، لا سيّما كتابي البخاري ومسلم بن الحجّاج النيسابوري، هذين الكتابين الملقّبين بـ«الصحيحين» والمبرّأين عندهم من كلّ شين، فهي في هذه الكتب، وفي كتب أُخرى تليها في الإعتبار والعظمة، يطلقون عليها اسمها «الصحيح» واُخرى يسمّونها بـ«المسانيد».