حول «آيتين سقطتا من المصحف»
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن أبي سفيان الكلاعي: «أنّ مسلمة ابن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم: أخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف، فلم يخبروه ـ وعندهم أبو الكنود وسعد بن مالك ـ .
قال لي مسلمة: «إنّ الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم، ألا أبشروا أنتم المفلحون.
والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب اللّه عليهم، أُولئك لا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون»(1).
وظاهر هذا الحديث: أنّ مسلمة كان يعتقد بأنّ الآيتين من آيات القرآن الحكيم حقيقة، ولكن سقطتا ولم تكتبا في المصحف.
ولو لم تكن الآيتان من القرآن العظيم لردّ عليه الحاضرون ذلك، وكان عذراً لهم في عدم إخبارهم إيّاه عن الآيتين أو جهلهم بذلك.
(1) الإتقان في علوم القرآن 3 : 84، النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه.