حول آية «المتعة»
وهي قوله تعالى: (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ)(1)، فقد ورد في أحاديث القوم عن بعض الصحابة أنّه كان يقرأ «فما استمتعتم به منهنّ (إلى أجل)…» وأنّ بعضهم كتبها كذلك في مصحفه، وعن ابن عباس قوله: «واللّه لأنزلها كذلك» وقد صحّح الحاكم هذا الحديث عنه في «المستدرك» من طرق عديدة(2).
وفي التفسير الكبير: أنّ اُبيّ بن كعب وابن عباس قراءا كذلك، والصحابة ما أنكروا عليهما(3).
وقال الزمخشري: «وعن ابن عباس: هي محكمة ـ يعني لم تنسخ ـ وكان يقرأ: فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمّى، ويروى: أنّه رجع عن ذلك عند موته، وقال: اللّهمّ إني أتوب إليك من قولي بالمتعة وقولي في الصرف»(4).
وقال الحافظ ابن حجر في تخريجه: «أما رجوعه عن المتعة، فرواه الترمذي بسند ضعيف عنه، وأمّا قوله: اللّهمّ إني أتوب إليك من قولي بالمتعة فلم أجده».
وإذا ما انضمّ إلى ذلك ثبوت مشروعية المتعة وعمل المسلمين بها حتى زمن عمر بن الخطاب، حيث نهى عنها وأوعد بالعقاب عليها، حصل القطع بنزول الآية كذلك كما تفيد الأحاديث المذكورة، وأنّ حذف كلمة «إلى أجل» وقع بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
(1) سورة النساء 24، اُنظر الدرّ المنثور 2 : 250 وما بعدها.
(2) المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، سورة النساء، الحديث 3192، 2 : 334.
(3) التفسير الكبير 10 : 51، سورة النساء، الآية 24.
(4) الكشاف 1 : 498، سورة النساء، الآية 24.