حول آية «الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم»
روى الحافظ جلال الدين السيوطي عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: «قرأ عليّ أبي ـ وهو ابن ثمانين سنة ـ في مصحف عائشة «إنّ اللّه وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً ـ وعلى الذين يصلّون الصفوف الأول ـ .
قالت: قبل أن يغيّر عثمان المصاحف»(1).
يفيد الحديث: أنّ هذه الزيادة كانت مثبتة في مصحف عائشة، ولا شك أنّها قد سمعت الآية كذلك من النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، وكتبتها في مصحفها كما سمعت، وبقي المصحف إلى زمن عثمان بن عفان يتلوه النّاس ويتداولونه، حتى قام عثمان فغيّر المصاحف وأسقط من الآية هذه الزيادة.
هذا ما يفيده الحديث، وهو يدلّ على أنّ عائشة والّذين كانوا يقرأون مصحفها ـ ومنهم أبو يونس الذي قرأ الآية على ابنته وهو ابن ثمانين سنين كما حدّثتنا هي ـ كانوا يعتقدون أنّ الزيادة تلك من القرآن الكريم على حقيقته.
(1) الاتقان في علوم القرآن 3 : 82، النوع السابع والأربعون في ناسخه ومنسوخه.