ترجمة الشيخ الصّدوق
وقد أجمعت الطائفة على تقدّمه وجلالته، ووصفه الشيخ أبو العباس النجاشي بـ«شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن»(1) وعنونه الشيخ الطوسي قائلاً: «كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار، لم ير في القمّيين مثله في حفظه وكثرة علمه»(2).
وذكره شيخنا الجدّ المامقاني بقوله: «شيخ من مشايخ الشيعة وركن من أركان الشريعة، رئيس المحدّثين، والصدوق فيما يرويه عن الأئمّة عليهم السلام».
ولد بدعاء الإمام المهدي المنتظر عجّل اللّه فرجه، كما نصّ عليه أعلام الطائفة «وصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدّسة بأنّه فقيه خير مبارك ينفع اللّه به فعمّت بركته ببركة الإمام عليه السلام وانتفع به الخاصّ والعام، وبقيت آثاره ومصنّفاته مدى الأيّام، وعمّ الإنتفاع بفقهه وحديثه الفقهاء الأعلام»(3).
رحل في طلب العلم ونشره إلى البلاد القريبة والبعيدة، كبلاد خراسان وماوراء النهر والعراق والحجاز، وألّف نحواً من ثلاثمائة كتاب.
(1) رجال النجاشي، باب الميم، ترجمة 1049، محمّد بن علي بن الحسين: 389.
(2) فهرست الطوسي، ترجمة 661، محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي: 304.
(3) تنقيح المقال، باب محمّد، ترجمة 11104، محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي: 3 / 154.