الشبهة الرابعة:
إحراق عثمان المصاحف
وإعدام عثمان المصاحف ممّا تواترت به الأخبار بل من ضروريات التأريخ الإسلامي(1) وهذه القضية ـ بغضّ النظر عن جزئياتها ـ تفضي إلى الشكّ في هذا القرآن، إذ الإختلاف بينه وبينها قطعي، فما الدليل على صحته دونها؟ ومن أين الوثوق بحصول التواتر لجميع سوره وآياته؟ لا سيّما وأنّ أصحاب المصاحف تلك كانوا أفضل وأعلم من زيد بن ثابت في علم القرآن، لا سيّما عبداللّه بن مسعود الذي أخرج البخاري عنه أنّه قال: «واللّه لقد أخذت من فيّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بضعاً وسبعين سورة، واللّه لقد علم أصحاب النبي ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ أنّي أعلمهم بكتاب اللّه» وروى أبو نعيم بترجمته أنّه قال: «أخذت من فيّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ سبعين سورة وإنّ زيد بن ثابت لصبي من الصبيان، وأنا أدع ما أخذت من فيّ رسول اللّه؟!»(2).
(1) جاء في بعض الأخبار أنّه أمر بطبخها، وفي بعضها: أمر بأحراقها، وفي بعضها: أمر بمحوها.
(2) حلية الأولياء 1 : 125، الترجمة 21.