الشبهة الأولى:
جمع القرآن بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
لقد دلّت هذه الأحاديث على أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قد قبض ولمّا يجمع القرآن، ففي واحد منها يقول زيد بن ثابت لأبي بكر بعد أن أمره بجمع القرآن: «كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول اللّه» وفي آخر يقول: «قبض رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ ولم يكن القرآن جمع في شيء» وقد تقدّم عن عائشة أنّها قالت بالنسبة إلى بعض الآيات: «كان في صحيفة تحت سريري، فلمّا مات رسول اللّه ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها».
وإذا كان القرآن كما تفيد هذه الأحاديث غير مجموع على عهده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على ما هو عليه الآن، وأنّ الصحابة هم الذين تصدّوا لجمعه من بعده، فإنّ من المحتمل قريباً ضياع بعضه هنا وهناك بل صريح بعضها ذلك، وحينئذ يقع الشك في أنْ يكون هذا القرآن الموجود جامعاً لجميع ما أنزل اللّه عزّ وجلّ على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.
Menu