السيد البحراني
6 ـ السيّد هاشم البحراني، من مشاهير محدّثي الإماميّة، وكان على جانب عظيم من الجلالة، يُضرب به المثل في الورع والتقوى، وله تصانيف كثيرة، منها (البرهان في تفسير القرآن)، توفي سنة 1107(1).
روى هذا المحدّث الجليل في كتابه المذكور طائفة من الأخبار الظاهرة في نقصان القرآن عن العياشي وأمثاله، لكن تفسيره المذكور يشتمل على أنواع الأخبار وأقسامها، وكأنّه رحمه اللّه قصد من تصنيفه جمع الروايات الواردة في تفسير الآيات ووضع كلّ حديث في ذيل الآية التي يناسبها، بل كانت هذه طريقته في جميع كتبه، فقد قال المحدّث البحراني ما نصّه: «وقد صنّف كتباً عديدة تشهد بشدّة تتبعه وإطلاعه، إلاّ أنّي لم أقف له على كتاب فتاوى في الأحكام الشرعية بالكلّية ولا في مسألة جزئية، وإنّما كتبه مجرّد جمع وتأليف، ولم يتكلّم في شيء منها ممّا وقفت عليه على ترجيح في الأقوال أو بحث أو إختيار مذهب وقول في ذلك المجال، ولا أدري أنّ ذلك لقصور درجته عن رتبة النظر والإستدلال أم تورّعاً عن ذلك…»(2).
(1) أُنظر: لؤلؤة البحرين: 63، أمل الآمل 2 : 341، الكنى والألقاب 3 : 107.
(2) لؤلؤة البحرين: 63، الترجمة 19.