الأحاديث الواردة حول نقصان سورة الأحزاب، و منها:
1 ـ ما رواه الحافظ السيوطي، بقوله: «أخرج عبدالرزاق في المصنّف، والطيالسي، وسعيد بن منصور، وعبداللّه بن أحمد في زوائد المسند، وابن منيع، والنسائي، وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف، والدارقطني في الافراد، والحاكم ـ وصحّحه ـ وابن مردويه، والضياء في المختارة: عن زرّ، قال: قال لي اُبَيّ بن كعب: كيف تقرأ سورة الأحزاب ـ أو كم تعدّها ـ؟. قلت: ثلاثاً وسبعين آية. فقال اُبي: قد رأيتها وإنّها لتعادل سورة البقرة وأكثر من سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها: «الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة نكالاً من اللّه واللّه عزيز حكيم» فرفع منها ما رفع»(1).
وروى المتقي عن زر بن حبيش أيضاً، قال: «قال لي اُبيّ بن كعب: يا زر: كأيّن تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: ثلاث وسبعين آية. قال: إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة…»(2).
2 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن عائشة، أنّها قالت: «كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبيّ ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ مائتي آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن»(3).
3 ـ ما رواه الحافظ السيوطي عن البخاري في تأريخه عن حذيفة قال: «قرأت سورة الأحزاب على النبي ـ صلّى اللّه عليه وسلّم ـ فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها»(4).
ويفيد الحديث الأول المنقول عن أبيّ بن كعب أنّه كان يرى أنّ الآيات غير الموجودة من سورة الأحزاب ـ ومنها آية الرجم ـ كانت ممّا أنزله اللّه سبحانه على نبيّه، ومن القرآن حقيقة، وأنّها كانت تقرأ كذلك على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتى «رُفع منها ما رُفع»، فما معنى هذا الرفع؟ ومتى كان؟
وأمّا الحديث الثاني المنقول عن عائشة، فيتضمّن الجواب عن هذا السؤال، فإنّه يفيد أنّ المراد من «الرفع» هو «الإسقاط» وأنّه كان عندما كتب عثمان المصاحف.
(1) الدرّ المنثور 5: 345، سورة الأحزاب .
(2) كنز العمّال 2 : 567، كتاب الأذكار، لواحق التفسير، منسوخ القرآن.
(3) الإتقان في علوم القرآن النوع 47، 3 : 82، الدر المنثور، سورة الأحزاب، 5 : 180 عن أبي عبيدة في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه.
(4) الدر المنثور ـ سورة الأحزاب 5 : 346.