من الأخبار والآثار في ذمّ القياس
وأخرج البخاري:
«باب ما يذكر من ذمّ الرأي وتكلّف القياس وقول الله (ولا تَقْفُ ما ليس لك به علمٌ).
حدّثنا سعيد بن تليد قال: حدّثني ابن وهب قال: حدّثني عبدالرحمان ابن شريح وغيره عن أبي الأسود عن عروة قال: حجّ علينا عبدالله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينزعه عنهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهّال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلّون ويضلّون.
فحدّثت عائشة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ عبدالله بن عمرو حجّ بعد فقالت: يا ابن اُختي إنطلق إلى عبدالله فاستثبت لي منه الذي حدّثتني عنه، فجئته فسألته فحدّثني به كنحو ما حدّثني، فأتيت عائشة فأخبرتها، فعجبت فقالت: والله لقد حفظ عبدالله بن عمرو»(1).
وأخرج ابن ماجة:
«حدّثنا سويد بن سعيد، ثنا ابن أبي الرجال، عن عبدالرحمان بن عمرو الأوزاعي، عن عبده ابن أبي لبابة عن عبدالله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتّى نشأ فيهم المولودون وأبناء سبايا الاُمم فقالوا بالرأي، فضلّوا وأضلّوا»(2).
(1) صحيح البخاري 9: 123/ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة…
(2) سنن ابن ماجة 1: 21/56. المقدّمة. باب اجتناب الرأي والقياس.