مظلوميّة الزهراء عليها السلام
وما جاء في الحديث الثالث عشر من مظلوميّة الزهراء عليها الصّلاة والسلام، فهو وارد في كتب القوم أيضاً، وإنْ كانوا في الأغلب يتجنّبون من نقل مثل هذه الأخبار:
قال سبط ابن الجوزي بترجمة الزهراء الطاهرة من (تذكرته):
«قال الشعبي: لمّا منعت ميراثها لاثت خمارها على رأسها ـ أي عصبت، يقال: لاث العمامة على رأسه يلوثها لوثاً أي عصبها، وقيل: اللّوث الإسترخاء; فعلى هذا يكون معنى لاثت أي أرخت ـ وحمدت الله وأثنت عليه ووصفت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأوصاف، فكان ممّا قالت:
كان كلّما فغرت فاغرة من المشركين أو نجم قرن من الشيطان وطئ صماخه بأخمصه وأخمد لهيبه بسيفه وكسر قرنه بعزمته، حتّى إذا اختار الله له دار أنبيائه ومقرّ أصفيائه وأحبّائه، أطلعت الدنيا رأسها إليكم فوجدتكم لها مستجيبين، ولغرورها ملاحظين، هذا والعهد قريب والمدى غير بعيد، والجرح لمّا يندمل، فأنّى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم.
يا ابن أبي قحافة، أتَرِث أباك ولا أرث أبي؟ دونكها مرحولة مذمومة، فنعم الحاكم الحق والموعد القيامة (لِّكُلِّ نَبَإ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ثمّ أومأت إلى قبر النبي وقالت:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم تكبر النوب
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها *** واغتيل أهلك لمّا اغتالك الترب
وقد رزينا بما لم يرزه أحد *** من البريّة لا عجم ولا عرب
ثمّ إنّها اعتزلت القوم، ولم تزل تندب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى لحقت به»(1).
(1) تذكرة خواص الأمة: 317 ـ 318.