قدح العلماء في أحاديث سنن أبي داود
ومع هذا كلّه، فقد طعن علماء القوم في كثير من أحاديث كتاب أبي داود:
قال الذهبي في (الميزان):
«جعفر بن سعد بن سمرة، عن أبيه، وعنه سليمان بن موسى وغيره، له حديث في الزكاة عن ابن عمّ له، ردّه ابن حزم فقال: هما مجهولان.
قلت: ابن عمّه هو حبيب بن سليمان بن سمرة، يجهل حاله، عن أبيه، قال القطّان: ما من هؤلاء من يعرف حاله، وقد جهد المحدّثون فيهم جهدهم، وهو إسناد يروي به جماعة، قد ذكر البزار منها نحو المائة. وقال عبدالحق الأزدي: حبيب ضعيف، وليس جعفر ممّن يعتمد عليه.
قلت: فممّا ورد بهذا السند: أمر عليه السلام ببناء المساجد وتصلح ضعفها، وحديث: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نخرج الزكاة من الذي نعدّه للبيع، وقال عليه السلام: من يكتم ـ فإنّه مثله.
ففي سنن أبي داود من ذلك ستّة أحاديث بسند وهو: حدّثنا محمّد بن داود، ثنا يحيى بن حسّان، عن سليمان بن موسى، عن جعفر، عن ابن عمّه حبيب عن أبيه عن جدّه. فسليمان هذا زهري من أهل الكوفة ليس بالمشهور، وبكلّ حال، هذا إسناد مظلم لا ينهض بحكم»(1).
وقال: «أبو عبدالرحمن الخراساني إسحاق، مرّ، ومن مناكيره في سنن أبي داود، حدّثنا عطاء الخراساني: إنّ نافعاً حدّثه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد، سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم.
فهذا هو إسحاق بن أسيد، سكن مصر، روى عنه هذا الخبر حيوة بن شريح. قال ابن أبي حاتم: ليس هو بالمشهور. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به»(2).
(1) ميزان الاعتدال 2: 135/1506.
(2) ميزان الاعتدال 7: 393/10386.