رأي الفيروزآبادي في أبي حنيفة
وفي المتأخرين من العلماء أيضاً من يطعن في أبي حنيفة بشدّة بل يكفّره بصراحة، كالفيروزآبادي صاحب القاموس، وهذا ما حمل الشيخ علي القاري على أن يقول في (رسالته):
«وقد أبدع صاحب القاموس، حيث ترك المروة والناموس، وأطنب في وصف ابن عربي إلى حدّ يعتقد الجاهل أنّه أفضل الخلائق، وطعن في إمام الأئمة ومقتدى الاُمّة مولانا أبي حنيفة بل قيل: وكفّره، لكنّه أنكره، مع علمه بأنّ علم الإمام ملأ الخافقين، وعلمه وزهده اشتهر بين الثقلين، ومن المعلوم عند صاحب الدين على وجه اليقين أنّ قلامة ظفر الإمام خير من ملأ الأرض من مثل ابن عربي فيما بين الأنام.
ولم ينكر على ابن عربي في: أنّه يبيح المكث للجنب والحائض في المسجد، مصادمة لقوله عليه السلام: لا اُحلّ المسجد لجنب ولا حائض، وفي قوله: الرياضة إذا كملت اختلط ناسوت صاحبها باللاهوت، مع أنّه عين مذهب النصارى، وفي قوله: مات فرعون طاهراً مطهّراً، مع كونه معارضاً للآيات والأحاديث الواضحات كما بيّنته في رسالة مستقلّة، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: من ترك الصلاة ثلاثة أيّام عامداً متعمّداً دخل النّار خالداً مخلّداً، وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي خلف، على ما رواه الإمام أحمد وغيره، ونقل الجزري وابن عبدالسلام والسبكي عنه إنّه يقول بقدم العالم، وبتحليل كلّ فرج من بني آدم، وأمثال ذلك ممّا هو كفر صريح وليس له تأويل صحيح».
Menu