الملحقات
* مسائل فقهيّة
* القياس
* الاستحسان
* تكفير بعضهم لبعض
مسائل فقهيّة
حاول البعض التشنيع على الإماميّة لِما يروونه ويذهبون إليه في عدّة من الأحكام الشرعيّة، ونحن نذكر تلك المسائل ونتكلَّم حولها على ضوء روايات الفريقين:
حكم الشطرنج
فمن ذلك: أنه طعن في مذهب أهل البيت عليهم السلام وفقه الإماميّة، لذهابهم إلى حرمة الشّطرنج، وكأنّه يزعم أنّ جوازه من ضروريّات الإسلام!!
والحال أنّ الأحاديث المرويّة بطرق أهل السنّة في ذمّ الشطرنج، ولعن من لعب الشطرنج، كثيرة:
روى الشيخ علي المتقي في (كنز العمّال):
«ملعون من لعب الشطرنج، والناظر إليها كالآكل للحم الخنزير. عبدان وأبو موسى وابن حزم، عن حبة بن مسلم»
«ملعون من لعب بالشطرنج. الديلمي عن أنس»
«إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون بهذه الأزلام والشطرنج والنرد وما كان من هذه، فلا تسلّموا عليهم، وإن سلّموا عليكم فلا تردّوا عليهم. الديلمي عن أبي هريرة»
«ألا إنّ أصحاب الشاه في النّار، الذين يقولون قتلت والله شاهك. الديلمي عن ابن عبّاس»
«إنّ لله تعالى في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين نظرة لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه يعني الشطرنج. الديلمي عن واثلة»
«لله تبارك وتعالى لوح ينظر فيه في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين نظرة يرحم بها عباده ليس لأهل الشاه فيها نصيب. الخرائطي في مساوي الأخلاق، عن واثلة عن علي»
«النرد والشطرنج من الميسر. ش وابن المنذر وابن أبي حاتم ق»
«عن علي أنّه مرّ على قوم يلعبون الشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأنْ يمسّ أحدكم جمراً حتّى يطفىء خير له من أن يمسّها. ش وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذمّ الملاهي وابن المنذر وابن أبي حاتم ق»
«يأتي على الناس زمان يلعبون بها، ولا يلعب بها إلاّ كلّ جبّار، والجبّار في النّار. يعني الشطرنج، ولا يوقّر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير، يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، يمشي الصالح فيهم مستخفياً، أولئك شرار خلق الله، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة. الديلمي عن علي»(1)
فمن قال بجواز الشطرنج من أهل السنّة، فقد خالف الحكم الإلهي وعارض الأحاديث النبويّة المتفق عليها بين المسلمين…
وهل تظنّ أنّ للشافعي وأتباعه القائلين بجواز الشطرنج حجّة يتمسّكون بها أو دليلاً يتشبّثون به؟ لا والله، بل لقد أفتوا بذلك بمحض الرأي والتخمين، تلاعباً بالدين وتخريباً لشريعة سيّد المرسلين…
ومن العجب أنّهم يروون عن عمر بن الخطّاب الذمّ الشديد لأصحاب الرأي، فياليتهم ـ إذ خالفوا أهل البيت النبوي ـ أطاعوا في هذه المسألة خليفتهم، ففي (إزالة الخفا) عن سعيد بن المسيّب قال:
«قام عمر بن الخطّاب في النّاس فقال: أيّها الناس، ألا إنّ أصحاب الرأي أعداء السنّة، أعيتهم الأحاديث أنْ يحفظوها وتفلّتت منهم أن يعوها، واستحيوا إذا سألهم الناس أنْ يقولوا لاندري، فعاندوا السنن برأيهم، فضلّوا وأضلّوا كثيراً…».
(1) كنز العمّال 15: 215 ـ 218/40636، 40644، 40652 ـ 40657.