حكمه على السائل عن خلق القرآن بالزندقة!
ومن غرائب مالك الموبقة: حكمه على من سأل عن أنّ القرآن مخلوق أو غير مخلوق، بأنّه زنديق، ثمّ أمره بقتله، فقد أسند أبو نعيم في (الحلية) إلى يحيى بن خلف بن الربيع الطرطوسي ـ قال: وكان من ثقات المسلمين وعبّادهم ـ أنه قال: «كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبدالله، ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: هذا زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبدالله، إنّما أحكي كلاماً سمعته، فقال مالك: لم أسمعه أنا من أحد، إنّما سمعته منك، وعظّم هذا القول تعظيماً كبيراً»(1).
هذا، وقد أخرج البخاري: «عن أبي ذر أنّه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلاّ ارتدّت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك»(2).
بل لقد أخرج مالك نفسه في الموطأ: «عن عبدالله بن دينار عن عبدالله ابن عمر: إنّ رسول الله قال: من قال لأخيه كافر فقد باء بها أحدهما»(3).
(1) حلية الأولياء 6: 325.
(2) صحيح البخاري 8: 27/6045.
(3) الموطأ 2: 984/56.