ترجمة ابن شبرمة
هذا، ولا بأس بالتعرض لترجمة ابن شبرمة بإيجاز:
قال النووي في (تهذيب الأسماء واللّغات):
«عبدالله بن شبرمة، التابعي، مذكور في المهذّب في أوّل نكاح المشرك هو:
أبو شبرمة، عبدالله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة الضبي، الكوفي التابعي، فقيه أهل الكوفة، روى عن الشعبي وابن سيرين وآخرين.
روى عنه: السفيانان وشعبة ووهيب وغيرهم.
اتفقوا على توثيقه والثناء عليه بالجلالة، وكان قاضياً لأبي جعفر المنصور على سواد الكوفة. وقال الثوري: مفتينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة. وقال: وكان ابن شبرمة عفيفاً عاقلاً فقيهاً يشبه النسّاك، ثقة في الحديث، شاعراً حسن الخلق، جواداً.
توفّي سنة أربع وأربعين ومائة»(1).
وقال الذهبي في (الكاشف):
«عبدالله بن شبرمة الضبي، قاضي الكوفة وفقيهها، عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وأبي وائل.
وعنه: عبدالله بن المبارك وعبدالوارث التنوري وطائفة.
وثّقه أحمد وأبو حاتم، توفي 144»(2).
وفي حاشية الكاشف: «قال أبو معمر بن عبدالوارث: ما رأيت أحداً أسرع جواباً من ابن شبرمة، ما كان الرجل يتمّ المسألة حتّى يرميه بالجواب. قال الثوري: جالس ابن سيرين بواسط، استشهد به البخاري في الصحيح، ويروي عنه في الأدب».
وقال اليافعي في وفيات سنة 144:
«وفيها توفّي فقيه الكوفة: أبو شبرمة عبدالله بن شبرمة الضبي القاضي، روى عن أنس والتابعين، وكان عفيفاً عارفاً عاقلاً، يشبه النسّاك، شاعراً جواداً»(3).
وقال ابن حجر:
«عبدالله بن شبرمة ـ بضمّ المعجمة وسكون الموحّدة وضمّ الراء ـ ابن الطفيل بن حسان الضبي، أبو شبرمة الكوفي القاضي، ثقة، فقيه، من الخامسة، مات سنة أربع وأربعين»(4).
هذا، ولا يتوهّم أن الدميري يخدش في صحّة الخبر، بل إنّ محاولته للجواب بزعمه عن أسئلة الامام مثبتة له ولبلادة أبي حنيفة، فيقول الدميري:
«والجواب في أنّ الزناء لا يقبل فيه الأربعة طلباً للستر، وفي الحائض لا تقضي الصّلاة دفعاً للمشقّة، لأنّ الصّلاة تتكرّر في اليوم واللّيلة خمس مرّات، بخلاف الصوم فإنّه في السنة مرّة، والله أعلم»(5).
فمقصود الدميري ـ كالرازي في رسالة (مناقب الشافعي) ـ ليس إلاّ إظهار عجز أبي حنيفة عن الجواب، ويشهد بذلك ما حكاه عن ابن خلكان تأييداً لرواية ابن شبرمة قبلها في هذا الباب حيث قال:
«وذكر ابن خلكان في ترجمة جعفر الصادق إنّه سأل أباحنيفة: ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟
فقال: يا ابن بنت رسول الله! لا أعلم ما فيه.
فقال: إنّ الظبي لا يكون رباعياً وهي ثني أبداً.
كذا حكاه كشاجم في كتاب المصائد والمطارد.
وقال الجوهري في مادة سنن في قول الشاعر في وصف الإبل:
فجاءت كسن الظبي لم أر مثلها *** سناء فتيل أو حلوبة جائع
أي هي ثنيات، لأنّ الثني هو الذي يلقي ثنية، والظبي لا رباعيّة له فهو ثني أبداً.
وقال ابن شبرمة…»(6).
وهذا أصل ألفاظ ابن خلكان:
«وحكى كشاجم في كتاب المصائد والمطارد: أنّ جعفر المذكور سأل أباحنيفة فقال: ما تقول في محرم كسر رباعية ظبي؟
فقال: يا ابن رسول الله! ما أعلم فيه.
فقال له: أنت تتداهى ولا تعلم أنّ الظبي لا يكون له رباعية، وهي ثني أبداً»(7).
ورواه اليافعي أيضاً:
«وذكر بعض المؤرخين إنّه ـ يعني جعفر الصادق عليه السلام ـ سأل أبا حنيفة فقال: ما تقول في محرم كسر رباعيّة ظبي؟
فقال: يا ابن رسول الله! ما أعلم ما فيه؟
فقال له: أنت تتداهى ولا تعلم أنّ الظبي لا يكون له رباعية وهو ثني أبداً; يعني من الدهاء: قوّة الفهم وجودة النظر»(8).
(1) تهذيب الاسماء واللغات 1: 271/307.
(2) الكاشف عن أسماء رجال الكتب الستة 2: 91/2797.
(3) مرآة الجنان 1: 233 ـ وفيات السنة 144.
(4) تقريب التهذيب 1: 422/372.
(5) حياة الحيوان 2: 4.
(6) حياة الحيوان 2: 4.
(7) وفيات الأعيان 1: 328/131.
(8) مرآة الجنان 1: 328.