بين أبي حنيفة وسفيان الثوري
إلاّ أنّ هذا لا يجدي نفعاً، وقد ذكر البخاري في (التاريخ الصغير):
«حدّثنا نعيم بن حمّاد قال: حدّثنا الفزاري قال: كنت عند سفيان، فنعي النعمان فقال: الحمد لله. كان ينقض الإسلام عروة عروة، ما ولد في الإسلام أشأم منه»(1).
واضطرّ بعض الأعلام لأنْ ينصحوا الناس بعدم الإصغاء لمثل هذه القضايا، فيقول السبكي:
«فإيّاك ثمّ إيّاك أن تصغي إلى ما اتّفق بين أبي حنيفة وسفيان الثوري، أو بين مالك وابن أبي ذئب، أو بين أحمد بن صالح والنسائي، أو بين أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي، وهلمّ جرّاً إلى زمان الشيخ عزّالدين بن عبدالسلام والشيخ تقي الدين ابن الصلاح.
فإنّك إن اشتغلت بذلك خشيت عليك الهلاك»(2).
لكن ليس بين سفيان وأبي حنيفة فحسب، فهذا الحميدي شيخ البخاري يقول فيه كما نقل البخاري حيث قال:
«قال أبو حنيفة: قدمت مكّة فأخذت من الحجّام ثلاث سنن: لمّا قعدت بين يديه قال لي: استقبل الكعبة، فبدأ بشقّ رأسي الأيمن، وبلغ إلى العظمين.
قال الحميدي: فرجل ليس عنده سنن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه في المناسك وغيرها، كيف يقلّد في أحكام الله في المواريث والفرائض والزكاة والصلاة واُمور الإسلام»(3).
(1) التاريخ الصغير للبخاري 2: 93.
(2) طبقات الشافعية للسبكي 2: 278 ترجمة الحارث بن اسد المحاسبي .
(3) التاريخ الصغير للبخاري 2: 41.