2 ـ الإبهام
ومنهم من سلك طريق الإبهام، فوضع بدل كلمة حكّ ابن مسعود وإنكاره الفاتحة والمعوّذتين، كلمة «كذا وكذا» وتخيّل أنّه بذلك يمكن إخفاء الحقيقة والخروج عن العقدة… وقد جاء ذلك في (صحيح البخاري) حيث قال:
«حدّثنا علي بن عبدالله، حدّثنا سفيان، حدّثنا عبدة بن أبي لبابة، عن زر ابن حبيش. وحدّثنا عاصم عن زر قال: سألت اُبي بن كعب: يا أبا المنذر إنّ أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا. فقال اُبي: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لي: قل، فقلت: جقالج فنحن نقول كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»(1).
على أنّ في هذا النقل مزيداً من الطعن والجرح على ابن مسعود…
وقال ابن حجر في (فتح الباري):
«هكذا وقع هذا اللّفظ مبهماً، وكأن بعض الرواة أبهمه استعظاماً، وأظنّ ذلك من سفيان، فإنّ الإسماعيلي أخرجه من طريق عبدالجبّار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام، وكنت أظنّ أوّلاً أن الذي أبهمه البخاري…»(2).
(1) صحيح البخاري 6: 223 كتاب التفسير ـ سورة قل أعوذ بربّ الناس.
(2) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 8: 603.