2 ـ أبو الجارود من رجال الترمذي
ثمّ إنّ الطعن في (أبي الجارود) يوجب الطعن في (صحيح الترمذي) الذي هو أحد الصحّاح الستّة عند القوم، والذي قال مؤلّفه عنه «من كان في بيته هذا الكتاب فكأنّما في بيته نبيّ يتكلّم»(1) كما لا يخفى على من راجع كتب الرجال(2)، وإليك طرفاً من كلماتهم في ذمّه:
«قال ابن معين: كذّاب. وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبّان: رافضي يضع الحديث في المثالب والفضائل، وقال الحسين بن موسى النوبختي في كتاب مقالات الشيعة: قال الجاروديّة ـ وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر ـ إنّ عليّاً أفضل الخلق بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتبرّؤا من أبي بكر وعمر، وزعموا أنّ الإمامة مقصورة في ولد فاطمة، وبعضهم يرى الرجعة ويحلّ المتعة»(3).
وقال الشهرستاني في (الملل والنحل): «وأمّا أبو الجارود، فكان يسمّى سرحوباً، سمّاه بذلك أبو جعفر محمّد بن علي الباقر رضي الله عنه، وسرحوب شيطان أعمى يسكن البحر»(4).
(1) تهذيب التهذيب 9: 389.
(2) الكاشف عن أسماء رجال الكتب الستّة 1: 287 رقم 1724، تقريب التهذيب 1: 270.
(3) تهذيب الكمال 9: 517 ـ 520.
(4) الملل والنحل 1:109.