1 ـ تكذيب الأخبار
قال في (الإتقان) نقلاً عن الرازي بعد ما تقدّم: «والأغلب على الظنّ أنّ نقل هذا المذهب عن ابن مسعود نقل باطل، وبه يحصل الخلاص عن هذه العقدة»(1).
وهكذا أجاب القاضي أبوبكر والنووي وابن حزم… وزعموا أنّ به يحصل الخلاص عن هذه العقدة، ولكنْ لات حين مناص، فقد تعقّب المحقّقون ذلك وتتبّعوا الأخبار به، ووجدوها صحيحةً، ولا مجال لتكذيب الأخبار الصحيحة أبداً..
ففي (الإتقان): «قال ابن حجر في شرح البخاري: قد صحّ عن ابن مسعود إنكار ذلك، فأخرج أحمد وابن حبّان عنه أنّه كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه. وأخرج عبدالله بن أحمد في زيادات المسند، والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبدالرحمن بن يزيد النخعي قال: كان ابن مسعود يحكّ المعوّذتين من مصاحفه ويقول: إنّهما ليستا من كتاب الله.
وأخرج البزّار والطبراني من وجه آخر عنه أنّه كان يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر النبي أن يتعوّذ بهما، وكان جعبداللهج لا يقرأ بهما.
أسانيدها صحيحة.
قال البزّار: لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة. وقد صحّ أنّه صلّى الله عليه وسلّم قرأ بهما في الصّلاة.
قال ابن حجر: فقول من قال إنّه كذب عليه، مردود، والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل، بل الروايات صحيحة»(2).
فهذا الطريق ـ طريق الطعن في هذه الروايات ـ لا يفيد.
(1) الإتقان في علوم القرآن 1: 271.
(2) الإتقان في علوم القرآن 1: 271 ـ 272.