موالاته عدوّ عليّ
إنّه كان من المنحرفين عن أميرالمؤمنين، ومن المؤيّدين لمعاوية رئيس الفئة الباغية، حتّى لقد ذكّره الأصبغ بن نباتة بذلك، فلم يقل إلاّ: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، فقد روى سبط ابن الجوزي في (تذكرته) أنّه:
«قال أصبغ: فقلت له: يا معاوية، لا تعتل بقتلة عثمان، فإنّك لا تطلب إلاّ الملك والسلطان، ولو أردت نصرته جحيّاًج لفعلت، ولكنّك تربّصت به وتقاعدت عنه لتجعل ذلك سبباً إلى الدنيا، فغضب، فأردت أن أزيده فقلت: يا أبا هريرة، أنت صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، اُقسم عليك بالله الذي لا إله إلاّ هو وبحقّ رسوله، هل سمعت رسول الله يقول يوم غدير خم في حقّ أميرالمؤمنين: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه؟
فقال: إي والله لقد سمعته يقول ذلك.
قال: فقلت: فإذن أنت يا أباهريرة واليت عدوّه وعاديت وليّه.
فتنفّس أبو هريرة وقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
فتغيّر وجه معاوية وقال: يا هذا! كفّ عن كلامك، فلا تستطيع أن تخدع أهل الشام عن الطلب بدم عثمان، فإنّه قتل مظلوماً…»(1).
(1) تذكرة الخواص من الاُمّة: 83 ـ 84.