مقاتل بن حيّان
ومنهم: مقاتل بن حيّان، وقد وثّقه غير واحد من الأئمّة، لكنْ نسبه بعضهم إلى الكذب، وحاول الذهبي تبرأته، وقال بعضهم: لا أحتجّ به، وهذا نصّ ما جاء في (الميزان):
«مقاتل بن حيان، أبو بسطام البلخي، الخراساني الخراز، أحد الأعلام. روى عن الضحاك ومجاهد وعكرمة والشعبي وشهر بن حوشب وخلق، وعنه: ابن المبارك وبكير بن معروف وعيسى غنجار وآخرون. وروى عنه من شيوخه علقمة بن مرثد، وذلك في صحيح مسلم.
وكان عابداً كبير القدر صاحب سنّة وصدق، هرب أيّام أبي مسلم الخراساني إلى كابل، ودعا خلقاً إلى الإسلام فأسلموا.
وثّقه يحيى بن معين وأبو داود وغيرهما.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبوالفتح الأزدي: سكتوا عنه.
ثمّ ذكر أبوالفتح عن وكيع أنّه قال: ينسب إلى الكذب، كذا قال أبوالفتح، وأحسبه التبس عليه مقاتل بن حيان بمقاتل بن سليمان، فابن حيان صدوق قوي الحديث، والذي كذّبه وكيع فابن سليمان.
ثمّ قال أبوالفتح: ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، عن حميد الرؤاسي، عن الحسن بن صالح، عن هارون أبي محمّد، عن مقاتل، عن قتادة، عن أنس مرفوعاً قال: قلب القرآن يس، فمن قرأها كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرّات.
قلت: الظاهر أنّه مقاتل بن سليمان، وقد جاء توثيق يحيى بن معين لابن حيّان من وجوه عنه.
وقال فيه الدارقطني: صالح الحديث.
نعم، أمّا ابن خزيمة فقال: لا أحتج بمقاتل بن حيان.
قلت: مات قبل الخمسين ومائة فيما أرى»(1).
(1) ميزان الاعتدال 4: 171 ـ 172/8739.