لعبه بالشطرنج
لكنّه كان يلعب بالشّطرنج، كما في (حياة الحيوان)(1). وقبائح الشطرنج كثيرة جدّاً، ولنذكر بعض ذلك فيما يلي من كتاب (كنز العمّال):
«ملعون من لعب بالشطرنج، والناظر إليها كالآكل لحم الخنزير. عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبة بن مسلم.
«ملعون من لعب بالشطرنج. الديلمي عن أنس.
«إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون بهذه الأزلام والشطرنج والنرد وما كان من هذه، فلا تسلّموا عليهم، وإن سلّموا عليكم فلا تردّوا عليهم. الديلمي عن أبي هريرة.
«ألا إنّ أصحاب الشاه في النار، الذين يقولون قتلت والله شاهك. الديلمي عن ابن عبّاس.
إنّ الله تعالى ينظر في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين نظرة، لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه، يعني الشطرنج. الديلمي عن واثلة.
«إنّ لله تبارك لوحاً ينظر فيه في كلّ يوم ثلاثمائة وستّين نظرة، يرحم بها عباده، ليس لأهل الشاه فيها نصيب. الخرائطي في مساوي الأخلاق عن واثلة.
«عن علي: النرد والشطرنج من الميسر. ش وابن المنذر وابن أبي حاتمق.
«من لعب بالميسر ثمّ قام يصلّي، فمثله مثل الذي يتوضّأ بالقيح ودم الخنزير، فيقول الله: لا يقبل له صلاة. طب عن أبي عبدالرحمن الخطمي.
«عن علي، أنّه مرّ على قوم يلعبون بالشطرنج، فوثب عليهم فقال: أما والله لغير هذا خلقتم، ولولا أن تكون سنّة لضربت بها وجوهكم. ق كر.
«عن علي: إنّه مرّ على قوم يلعبون الشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لأنْ يمسّ أحدكم جمراً حتّى يطفى خير له من أن يمسّها.ش وعبد ابن حميد وابن أبي الدنيا في ذمّ الملاهي وابن المنذر وابن أبي حاتم ق.
«عن علي قال: لا نسلّم على أصحاب النردشير والشطرنج. كر.
«يأتي على الناس زمانٌ يلعبون بها، ولا يلعب بها إلاّ كلّ جبّار، والجبّار في النّار ـ يعني الشطرنج ـ ولا يوقّر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير، يقتل بعضهم بعضاً على الدنيا، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً، يمشي الصالح فيهم مستخفّاً، أولئك شرار خلق الله، لا ينظر الله إليهم يوم القيامة. الديلمي عن أنس»(2).
هذا، وقد ذهب إلى حرمة الشّطرنج كافّة الأئمّة الأربعة، كما نصَّ على ذلك صاحب (الصواقع) في فصل المكائد حيث قال:
«الثلاثون والمائة: طعن أهل السنّة بأنّهم يجوّزون اللّعب بالشطرنج، فإنّه ينخدع به أمرقعان، وهو افتراء، فإنّ اللّعب بالشطرنج حرام عند أبي حنيفة ومالك وأحمد على الصحيح، وورد في حرمته أحاديث وآثار، وعند الشافعي في القول الأوّل مكروه، بشرط عدم إخراج الصّلوات عن وقتها، وإخلال تحفّظ الواجبات بواسطة الإشتغال به، وأن يخلو عن القمار، وأنْ لا يصير سبباً للنزاع والكذب، وأنْ لا يكون أسبابه مصوّرةً بصور الحيوانات، فإنْ فقد شيء من هذه الشروط صار حراماً، وبالإصرار يصير كبيرةً. كذا في الإحياء،. وقد صحّ عن الشافعي أنّه رجع إلى قول الأئمّة الثلاثة، نصّ عليه الإمام أبو حامد الغزالي. واللّعب كلّه حرام عند أهل السنّة…»(3).
فظهر من هناك أنّ عطاء بن أبي رباح كان بعيداً عن الفضل والصّلاح، محروماً عن الرشد والفلاح، منحازاً عن حيازة مغانم الأرباح، منهمكاً في الضلال والفسق والطلاح، حيث جوّز ما يلعن على مرتكبه بالغداء والرواح.
(1) حياة الحيوان 2: 62.
(2) كنز العمّال 15: 215 ـ 226.
(3) الصواقع الموبقة ـ مخطوط.