كلام صاحب منتهى الكلام في تفسير القمّي
فزعم أنّ هذا التفسير هو في الحقيقة تفسير أهل البيت عليهم السلام، وكأنّه كلام الإمام الباقر والإمام الصّادق، …
وذكر أنّ جامع هذا التفسير هو عليّ بن إبراهيم القمّي، وأنّ أبا جعفر الكليني من تلامذته ـ كما ذكر علماء الإماميّة في كتبهم الرجاليّة ويشهد به كتاب الكافي ـ وهو من أصحاب الإمام بخلاف تلميذه الكليني، فقد كان في أيّام الغيبة كما في كتب الرجال.
ثمّ جعل يطعن في الكتاب ومؤلّفه… فقال بأن جلّ الروايات فيه هي عن (أبي الجارود)، وهو ـ بلا ريب ـ ملحدٌ زنديق ملعون على ألسنة أئمّة الهدى، بل لقد لقّبه الإمام المعصوم بـ «الشيطان»… كما لا يخفى على من لاحظ كتب القوم، مثل: (تبصرة العوام) و(تذكرة الأئمّة عليهم السلام) و(منهج المقال) و(خلاصة الأقوال) وأمثالها من كتب الرجال.
ذكر الفاضل الإسترابادي نقلاً عن الكشي: «الأعمى السرحوب ـ بالسين المهملة المضمومة، والراء والحاء المهملتين والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة بعد الواو ـ مذموم لا شبهة في ذمّه، سمّي سرحوباً باسم الشيطان الأعمى يسكن البحر. (قال): له تفسير ينسبه إلى الإمام محمّد الباقر، وعن أبي بصير قال أبو عبدالله عليه السلام: كثير النوا وسالم بن أبي حفصة وأبو الجارود كذّابون مكذّبون كفّار، عليهم لعنة الله. قال قلت: جعلت فداك، كذّابون قد عرفتهم، فما معنى مكذّبون؟ قال: كذّابون، يأتوننا فيخبروننا أنّهم يصدّقوننا وليس كذلك، ويسمعون حديثنا فيكذّبون به»(1).
قالوا: وقد كان يقول بإمامة زيد وينكر إمامة جعفر الصّادق عليه السلام، وهو المؤسّس لفرقة الجاروديّة من الزيديّة…
والشيخ محمّدباقر صاحب البحار ـ وبالرغم من الإستدلال والإستشهاد بروايات تفسير هذا الزنديق، والأخ الأكبر لشيطان الطاق ـ قد ذكر ما تقدّم في كتابه (تذكرة الأئمّة) وأضاف أنّه قد ارتدّ في آخر عمره وعمي، فلقّبه الإمام الباقر بـ«سرحوب» وهو اسم شيطان يسكن البحر، ومذهب أصحابه أنّ الرسول صلّى الله عليه وآله قد نصّ بالخلافة على علي بالصفة لا بالتسمية.
وإذا كان هذا حال علماء الشيعة وكتبهم، فكيف يجوز لهم الطعن في علماء أهل السنّة والجماعة والتكلّم في مؤلّفاتهم؟
(1) رجال الكشي: 200.