كتمانه الشهادة
فمنها: كتمانه الشهادة بحديث الغدير، مع أنّ الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ناشده به، وطلب منه الشهادة، ودعا عليه لمّا كتم، فقد ذكر السيّد جمال الدين المحدّث الشيرازي في كتاب (الأربعين في فضائل أميرالمؤمنين) في بيان تواتر حديث الغدير:
«ورواه زر بن حبيش فقال: خرج علي عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلّدي السيف، عليهم العمائم، حديثي عهد بسفر فقالوا: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا مولانا.
فقال علي عليه السلام بعد ما ردّ السلام: من هاهنا من أصحاب رسول الله؟
فقام إثنا عشر رجلاً منهم: خالد بن زيد أبو أيّوب الأنصاري، وخزيمة بن ثابت ذوالشهادتين، وثابت بن قيس بن شماس، وعمّار بن ياسر، وأبوالهيثم بن التّيهان، وهاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، وحبيب بن بديل بن ورقاء. فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث.
فقال علي لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ما منعكما أنْ تقوما فتشهدا، فقد سمعتما كما سمع القوم؟
فقال: اللّهمّ إن كانا كتماها معاندةً فأبلهما; فأمّا البراء فعمي، فكان يسأل عن منزله فيقول: كيف يرشد من أدركته الدعوة. وأمّا أنس فقد برصت قدماه. وقيل: لمّا استشهده علي عليه السلام على قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: من كنت مولاه فعلي مولاه واعتذر بالنسيان فقال: اللّهمّ إن كانت كاذباً فأبله ببياض لا تواريه العمامة، فبرص وجهه، فسدل بعد ذلك برقعاً على وجهه».
Menu