كان يدلّس
إنّه كان يدلّس… قال القاري في (شرح شرح نخبة الفكر):
«قال الشيخ شمس الدين محمّد الجزري: التدليس قسمان: تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ. أمّا تدليس الإسناد، فهو أن يروي عمّن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه، موهماً أنّه سمعه منه، ولا يقول: أخبرنا وما في معناه، بل يقول: قال فلان، أو عن فلان، أو إنّ فلاناً قال، وما أشبه ذلك، ثمّ قد يكون بينهما واحد، وقد يكون أكثر، وربّما لم يسقط المدلّس شيخه، لكن يسقط من بعده رجلاً ضعيفاً أو صغير السنّ، يحسّن الحديث بذلك. وكان الأعمش والثوري وابن عيينة وابن إسحاق وغيرهم يفعلون هذا النوع. ومن ذلك ما حكى ابن خشرم: كنّا يوماً عند سفيان بن عيينة فقال: عن الزهري، … فقيل له: حدّثك الزهري؟ فسكت. ثمّ قال: قال الزهري، فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: حدّثني عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري»(1).
(1) شرح شرح نخبة الفكر: 420.