كان يأخذ من كلّ أحد ويروي المرسلات
قالوا: وكان عطاء بن أبي رباح متساهلاً في الرواية، يأخذ من كلّ أحد، ويروي المراسيل، حتّى تكلّم فيه بعض الأئمّة، ففي (تدريب الراوي):
«تكلّم الحاكم على مراسيل سعيد فقط دون سائر من ذكر معه، ونحن نذكر ذلك، فمراسيل عطاء قال ابن المديني: كان عطاء يأخذ من كلّ ضرب، مرسلات مجاهد أحبّ إليّ من مرسلاته بكثير. وقال أحمد بن حنبل: مرسلات سعيد بن المسيّب أصحّ المرسلات، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها، ولا في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنّهما كانا يأخذان من كلّ أحد»(1).
وفي (ميزان الإعتدال):
«قال يحيى القطان: مرسلات مجاهد أحبّ إلينا من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ من كلّ ضرب. وقال أحمد: ليس في المرسل أضعف من مرسل الحسن وعطاء، كانا يأخذان عن كلّ أحد»(2).
بل لقد تركه بعض الأئمّة الكبار، وإنْ حاول الذهبي حمل الترك على معنىً آخر، ففي (ميزان الإعتدال):
«روى محمّد بن عبدالرحيم عن علي بن المديني قال: كان عطاء بأخرة قد تركه ابن جريج وقيس بن سعد. قلت: لم يَعْنِ الترك الإصطلاحي، بل عنى أنّهما بطّلا الكتابة عنه، وإلاّ فعطاء ثبت رضي»(3).
لكنّه حمل بارد جدّاً، لأنّ المتبادر من الترك في مثل هذه المواضع هو الترك الإصطلاحي، وهو عدم كونه أهلاً لأنْ يروى عنه.
(1) تدريب الراوي ـ شرح تقريب النواوي 1: 203 ـ 204.
(2) ميزان الاعتدال 3: 70/5640.
(3) ميزان الاعتدال 3: 70/5640.