قول معاوية لابن الزبير: إنّك لمخالف…
وتكلّم معاوية في عبدالله بن الزبير في حديث كان بينهما، فقد جاء في (المسند):
«حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، ثنا محمّد بن جعفر قال: ثنا شعبة عن يزيد ابن أبي زياد قال: سألت عبدالله بن الحارث عن الركعتين بعد العصر، فقال: كنّا عند معاوية، فحدّث ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّيهما، فأرسل معاوية إلى عائشة ـ وأنا فيهم ـ فسألناها فقالت: لم أسمعه من النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكنْ حدّثتني اُمّ سلمة، فسألناها فحدّثت اُم سلمة: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى الظهر ثمّ اُتي بشيء فجعل يقسّمه حتّى حضرت صلاة العصر، فقام فصلّى العصر، ثمّ صلّى بعدها ركعتين، فلمّا صلاّها قال: هاتان الركعتان كنت اُصلّيهما بعد الظهر. فقالت اُمّ سلمة: ولقد حدّثتها إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنهما.
قال: فأتيت معاوية فأخبرته بذلك.
فقال ابن الزبير: أليس قد صلاّهما؟ لا أزال اُصلّيهما.
فقال له معاوية: إنّك لمخالف، لا تزال تحبّ الخلاف ما بقيت»(1).
(1) مسند أحمد بن حنبل 7: 439/26111.